الاثنين، 27 فبراير 2012

لماذا بَعضنا يهاَب الوقوفَ أمام المرآة .!!؟

لماذا  بَعضنا يهاَب الوقوفَ أمام المرآة .!!؟




الكثير مِنا عندما يَقف أمام المرآة , تَنتَابهُ نَزعة مِن الخوف. مُصدِراَ ضَجيجاَ داخل نٍفسه., فَماذا
يَحدث عِندما نَنظُر إلى المرآة؟.!


سأستِهل حَديثي بِقول مأثور عَن (فرنسيويس دي لاروشيفو كلاند ) والذي قال " كثيرٌ مِن أفعالنا سَتُشعِرنا بِالخزي ..إن عَلم الناس الدافع الحقيقي مِن ورائها"..
هذا هو جَوهر حديثنا اليوم والذي له علاقة وطيدة بِصديقتنا التي نَكنُ لَها الكُره ..عزيزتنا مَن نَتَجمل أمامها . ونقف أمامها متجاهلين ما تقوله لَنا , عن حقيقة ما نُخبئه.

إنها تَقوم بأعظم  وظيفة على الإطلاق , فهي تَجعلك دوماً في حالة إيقاظ دائم لِما تَفعله وتَغشى أن يَنكَشف ذات يوم, ما نَفعله بيننا وبين أنفسنا , أو مع شَخصٌ آخر .
هي كذلك " المرآة " التي لا تَكتفي عن إظهار كُل ما نُخفيه , ونُحاول نًحنُ جاهدين بِعدم الاكتراث .
وكأننا مُتجاهليِن تَماماً ما تَعرضُه أمامنا .!

فَتنتسِبه لِشخصٌ آخر . أو نُغمِض عينانا لِثواني ما . عَلّنا نطفئ تلك النار المشتعلة داخلنا .. بِسبب ما نراه أمامنا يدور وكأنه شريط تَسجيلي يَعرض أخطائك وتفاهتك وكُل ما يَمكن أن يُشوه أسمك كَمواطن ناجح . أو كإبن مُحب لوالديه.

هَي تُجردنا مِن ملابسنا تَماماً , لِنُصبح عُراة أمامها . وكأن مَن اكتشف "المرآة" عَلِم تَماماً أن هذه الأداة لَيست بِالهينة , بَل هي تَعكس مَشاعِرنا الحقيقية . وأفكارنا السوداوية , وبجانب آخر تُذكِرنا بِذكرى جَميلة عَزيزة على قلوبنا , أو بِموقف جيد أثمرته جهودنا . أو إنجاز جميل حَظينا بِه يوماً ما .

"المرآة " أداة تَشتهر بِالذكاء لِمن يَعرف قِيمتها و أسرارها وكمائنها. فَهي تُمارس دورين مُتناقضين في آن واحد, وتَقوم بِعمل إعادة تأهيل. وتَحفيز وتشجيع أيضاً .
فَكم هي مؤلمة .. وكَم هي مُحفزة لِنا.

أمام " المرآة" عوالم لا نَعرفها ومَحطات مِن حياتنا تَظهر تَكون قد غَرقت في داخلك ألآلاف السنين , ولكن فِي لحظة وقوفك أمامها صدقني القول سَتجد نَفسك أمام نفسك.
رغم أنها جماد وتُحيز مِن الفراغ شيء كبير إلا أنها تُعد البوابة الأولى للِعبور أمام النفس.
هل جَربت يَوماً أن تَجلس أمام" المرآة " وتَنظر بإمعان إلى نَفسك؟
إن كُنت تَدعي بأنك لَن تَشعُر بِشئ ولن يَحدث لكَ شيء. فَبِكل فَخر أقول لك يا قاريئ سُطوري . أن هناك داخل كُل نَفس ما يُسمى بِــ " المُقاومة" . هل تَعلم بان النَفس تُعد المرآة هنا شَخص ما يُحاول جاهداً أن يَكشف أمامك حَياتك التي تتغاضها وحقيقتك التي تغشاها؟ لِذلك البَعض مٍنا سيواجه عُنصر المُقاومة والذي سيقف بطريق هذه البوابة ويمنع وصولك لحقيقة نفسك.!

وتَبقى عالقاً هُناك فِي الطريق اللولبي الذي لا يَنكف عن الدوران بِك , فَستشعر بالضيق , وستعود لممارسة كُل أفعالك الغير مُستحبة والتي بينك وبين نفسك تَعلم عٍلّم اليقين  بأنها ستؤدي بك إلى الهاوية وبأن هناك . أفعال عدة وكثيرة صحيحة ورائعة ومحفزة وسترفعك درجات عدة والتي سَتُنجيك مِن كُل شيء رذيل ولكن ببساطة بَعضنا يستتفها ويتغاضى عنها .!
. ولكن لِنتسائل قليلاً,,
لِماذا "الهو" فِي يومنا هذا نَراه المُسيطر ,؟! وللتوضيح الهو هو المسئول عن الغرائز وهو ما يقول بان كل شيء مباح وهذا هو "الهو" في أبسط تَعريفاته وهو أحد أجزاء الجهاز النفسي .

لِماذا هو المُسيطر ولِماذا هو الفائز ؟ لِماذا نَركُض خَلف كًل ما هو ممتع ويُشعِرنا بِلذة ما ؟
بِالرغم مِن أن الشِعور بِالمتعة واللذة في كل الأحوال والاحتمالات يكون قَصير المدى ويكون ثواني عَدة .
أما الشعور بالألم والحُزن يَكون مُضاعف كثيراً ومُتعِباً كثيراً . عندما ذكرت هذا المِثال لَيس لأقول أنه يَجب علينا أن نحزن . ولكن لدي مَقصد مِن كُل شيء. فأنا أقصد لذة ..الحرام لذة الخطأ لذة تعذيب الآخرين لذة الانتقام لذة النِفاق لذة عدم الوفاء .. والكثير مِن هذه اللذات .فـ ـ والله لو خَيروني مِن بَين هذه اللذات سأختار لذة الحزن . ولا اختار ما هو مبني على خطأ وغير منطقي وفوق هذا . لا يقنعني كإنسانة  مثقفة متعلمة!!
أعلمتم كيف تكون الاختيارات الصعبة والاحتمالات الأصعب , فحياتنا بِعجرفتها أرحم لنا من أن نأتي بِعمل .. غير أخلاقي  وغير منطقي أيضاً .

ما تفعله تِلك "المرآة" الجميلة التي نقف أمامها ونرى أنفسنا وهيئتنا , أبسط ما تقوم بِه أي أداة في حياتنا . ولكنها أعظم اختراع بالنسبة لي . فعدم حجابها لأنفسنا هو بِحد ذاته فِعل لا يقوم بِه أي شخص.

فقط جَرب أن تتجرد مِن كُل تِلك الجماليات التي يجب أن تكون بِها . قف أمام المرآة وكُن صَادق لو لِمرة واحدة في حياتك .
لن تَخسر شيء.
قِفي .. يا مَن تقرئين سُطوري .وتَجردي مِن بِسمتك المزيفة أمام الجميع , فقد آن أوان المواجهة والحِساب..
لا تتهاون فِيما قرأته فلقد آمنت فِي يوم ما أن لِكل مِنا رِسالة يَحملها وعليه أن يؤديها على أكمل وجه .

لا تنسى ولا تنسي .. انه سيأتي يوماً وسَنُحاسب جميعنا . لا أقصد " يومَ القيامة"
بَل أقصد فِي أيامنا هذه . فــ الله "يُمهل ولا يُهمل "
فاعتبروا يا أولى الألباب.

الكاتبة \أميرة منير الفرا
27\2\2012






الخميس، 16 فبراير 2012

(غُرفة عَمليات رَقم 242-338)

سَتغيبِ عن الدنيا  دقائق.. وإن تَعدت الدقائق.. فَسوف تَصلين..إلى الثُقب الأسود..
تَدفقت تِلك الكَلمات.. دُفعةٌ واحدة. إلى أُذناي,,
عَلى يَقين بأنني سأرى .. رُوح وطَني الضائع فِي المَجرة,,
وأصِل إلى حَل لُغز الحياة المُستمرة رَغم كُل الظُلم..

وَضع العَالِم.. داخِل تِلك الأنبوبة سائِل مَا.. وكَأنه يَحِنقني بِدم لِشخص,,
مُؤرخ..بَاحث,, عَالم.. كَانت تِلك الفُقاعات التي تَظهر مِن اندفاع الدم ..
مَجنونة كــ جُنوني الذي غَرق العالم . فِي إعصار اليقين..
رأيتُ نَفسي وفِيلم مُصور عَن حَياتي,,
شَاهدتُ وَطني ومَن فيِه..
تَيقنتُ بَعد هذا أن الرحلة سَتكون مِن نَوع آخر..
بَل كانت التَجربةُ الأولى .. لزُمرة العَلماء..


وكُنتُ المِثال الصعب..
والجسد النَشط بِيولوجيا.. فَقد أنجَبتُ الكَثير مِن الثِوار . فِي ذاك الزمن..
وأثارت أخبار وكِتاباتي وأطفالي ضَجة فِي أمريكا..
والعاَلم الجديد..والعَالم الثالث..
حَتى لَقد وَصل عِني لِدول الجِن ..أن هُناك إنسية تَلد.. أطفال ثُوار..
وكأنها تُرضعهم حَليبِاٍ مَقدِسياً .مِن ثَديها المُقدس..

قَد تَنبأت الكَنيسة والكَهنة.. بِتلك الأقاويل..
وقَّد أصبَحتُ كــ الكَنز الذي يُريده الجَميع!!

كَانت حَياتي أشبه بِالصقيع..فَلقد كُنت أرفض أن أرحل عَن وطني..
مُخَلِفة .. أطفالي الثُوار.. وأطفال الحِجارة.. والصِبية المَقدسيين.

لَم يَعلموا بأن السِر.. يَكمنُ في الأرض المُقدسة..
فــ َ تِلك الأرض.. بَعثرتِني وكَونتني,,
وألمتَ بِي بَين أمواجِها المَجنونة.. المتأصلة .كالتُراث..

لَم يَعلموا بأنني ِ إن رَحلتُ عَنها سأفقِدَ .. تِلك الهِبة مِن خالقيِ,,
ومَن أنجِبَهُم لَن يَكونوا ثوار.. أو أحرار.. أو حَتى أصحاب رؤوس الأموال..

بَل سألد لَهم .. أطفَال.. غُرباء.. مَجهولون الهَوية .. مُعذبون فِي الأرض المنسية..

كُل تِلك السُحب الحمراء لَاحت أمامي.. مُغرية .. لِعيوني بِالنهوض والجنون..

لَكنيِ .. كُنتُ فِي أقصى حَالات الاستسلام التي لَم أعرفها فِي حَياتي..

قَد . تَيقنتُ شَيئاً واحد.. كُنتُ أراه.. وهُم لا يَرونهُ..

كُنت أرى مَوطني.. وهَويتي ..
رأيتُ بَيتي المُهِدم.. وشَارعي المحطم الحزين..
رأيتُ بقايا مَدرستي.. اليتيمة..
رأيت بَيارتي العتيقة...........

كُنتُ اعلم أنهُ الموت.. الموتُ فِي حَضرة فلسطين..
كان لهُ طَعمٌ آخر..
فَلقد عَشِقتها حَتى إني كَرستُ تِلك الهِبة فِي إنجاب الثوار لَها..
هي كَانت كُل ما أمُلكه فِي تِلك الليلة الضَائعة~ مِني ..

كَانت نِهايتي وَشيِكة,,
وكُنت فِي أجمل ,, صَورة ِ لي..
كــ أنُثى شَامية , تَحلُم بِالتحرير والحُرية..


نَظر العالم ذو الجِنسية.. الإسرائيلية الأمريكية ..
وهَمس بِالقرب مِن أُذنِي ..\  عَيناكِ جَميلة .. يا أيتها الأم الثورية!!

لَم أنفعل.. بَل وَجهتُ لَهُ ابتسامة نَصر,,
ابتسامةَ  حُرية اللاحدود..
ابتسامة حُب لِلوطن..
ابتسامة استقلال فلسطين..
ابتسامة كُل الشُهداء والأسرى وبَقايا الثوار الأحرار ..


وأخذتُ تِلك الشَهقة القَوية..
لِــ امرأة لَم تَعرف الانكسار..

أنتفخ صَدري بِالهواء.. وكَان .. آخر وأضل زَفير لِي ..

كَانت النِهاية..

وبَقيت بَسمة الانتصار.. مُعلنةَ على شِفاهي.
لَم يَستَطِعو إرجاعي لِلحياة..

وكُنتُ ,, هُناك.. فِي وَطني أشدو كُل آيات الحُب
وأُسلِم رِسالتي..

كُنتُ اُسِطر كُل مُهماتي وانتصاراتي الجَمة..
فَلقد.. رَحلتُ إلى خَالقي..
وبَقي خَلفي.. ألف مِليار مِن الثوار..وِمن الأبناء..


وبَعد سَنوات.. نَظرتُ مٍن السِماء..
لأرى أحبتي ..
وجَدتُ صِرحاً ضَخماً..
وكان جَسدي..
ووجهي..
وكُل أحلامي.. فِي ذاك الصَرح ..
فــ تَيقنتٌ.. أنني شَهيدة..
فِي سيبل الله والوطن..

وبِجانب الصَريح رأيت .. بَعض الأطفال..
وكانوا أحفادي..
...فَعِلمت .. أن  هِبتي نَجحت والثوار فِي تَزايد..
إلى يَوم الانتصار...

أميرة الفرا\  (غُرفة عَمليات رَقم 242-338)  \   14\2\2012


الأربعاء، 1 فبراير 2012

ماحدث فِي مَجزرة بورسعيد أهو مِن تَّبعات الثورة أم عَمل تَخريبي مُخطط له مِن قبل؟!

تَابعنا ما حَدث. قَبيل الساعات الماضية, وقلوبنا حَسرةً على مِصر وما يَؤول لها زَمنها. فَبعد أن كانت بَلد الأمن والأمان
وتَزخر بالكثير والكثير مِن التقدم الحضاري والسياحي وغيره. ها نَحنُ نَراها كالمرأة المُضجعة بِدمائها بَعد عمليات اغتصابها لأكثر مِن مرة وبِطرُق شَنيعة.!
مِصر,, مَن تَستَغيث مِن تِلك الفِتنة المُضجرة بَين أبناء شَعبها مِن جهة وبَين السُلطة مِن جَهة أخرى ولا احد يَعلم مَن المسئول, حَتى لو عَلموا فَستكون هُناك غَيوم كَثيفة ورياح قَوية لِتُبَعد كَل الشُبهات عَن كُل المُتَهمون, السَؤال هُنا ألم يَكن هَذا مِن أحد أسباب الثورة العشرة!! ألم تَقم الثورة لأن الطبقة الحاكمة التي تَسرق وتَنهب ولا أحد مِن أبناء الشعب يقول لا للسرقة.. ويَكفي عَبثاُ ألم يَكن يعني هذا سياسة تكميم الأفواه ومنع الحريات والتعتيم على مجريات الأحداث والرشوة .
ألم يًذكر (الدكتور\ حاتم محمد حسين ,فِي كِتابه "ثورة مِصرية100%" أسباب الثورة والتي لَخصها فِي عشرة أسباب ومنها هذا السبب :عدم السماح بالتعبير عن الحريات والإفراط الشديد في استخدام القوة والحزم)
ألم يَكن هذا مِن أحد الركائز التي قامت عليها ثورة 25يناير!!
فَماذا حَدث اليوم فِي مَرحلة ( ما بعد الثورة) والتي تُعد مَرحلة البناء والتغيير .
وما نَراه هو مَرحلة فوضى عارمة تَعُج أنحاء جمهورية مِصر العربية!
بَل هو عَدم تَحقيق لِمطالب الثورة .. فَكما نَعلم أسباب أي ثَورة تكون دوافع التَحرك الشعبي لها. وبذلك هذه الأسباب على الحُكومة والسُلطة أن تقوم بِتحليل تِلك الأسباب التي أدت إلى الثورة ومعاجلتها وتغييرها إلى الأفضل لِكسب الشعب! ولكن ما نَراه فِي مِصر غَير مُجريات التاريخ, فالثورة للأسف الشديد لَم تُغير الكَثير .فَكما نَري الحاكم العسكري  المشير الطنطاوي يُعلق بِكُل بِرود أعصاب عن ما حدث فِي فاجعة بورسعيد ( بأنه هذا الحدث يمكن ان يقع في أي مكان في العالم).
هذا الحدث لَم يقع إلا فِي مِصر, وهذه مُباراة لِكرة القدم!! فَكيف يا طنطاوي.. يُمكن أن تحدث فِي أي مكان في العالم بِالعقل يا عَسكري!! أين المنطق فِي كلامك ؟!

إما ما رأيناه مِن أفعال غَريبة لمُشجعي المِصريَ وذلك البطش الرهيب الذي أحدثوه فِي مُشجعي النادي الأهلي والفريق.. أُرجعه إلى هذا القول .
( إن المشاعر ترتد على نفسها..وهي لا تقود إلى فعل أو فكر..إنها مَحض جنون. "جون سيتيرلينج")
أتفق في الرأي.. فَما رأيناه مَشاعر من الغضب والاحتقان الداخلي. وغيره ..وكان هَذه المُباراة كانت ثَغرة لأبناء مدينة بورسعيد لتنفيس عن الغضب الذي زُرع فِي قلوبهم بَعد اتساع أفق التحزب و توسيع مفهوم العنصرية والتعصب !
هذه نتيجة مَحسومة.لن أقول الجميع لن أعمم ولكن سأوجز القول وٌأقول " مِثل تلك الفاجعة. عندما تكون مخططة لها ستكون أقل ضرراً .من ما أحدثته اليوم .وهذا لم يَكن فِي حِسبان مَن قاموا على تَشجيع  جماهير النادي المِصري للهجوم على مُشجعي نادي الأهلي, والدليل قيام معظم الأهالي في بورسعيد بالتوجه إلى الملعب لتقديم أي أنواع المُساعدة.
إن الثُلة المسئولة حول هذا الحدث الشَنيع والذي وَضع بَصمة عار على تَاريخ الكرة المصرية لابُد أن يَكون مِن عَمل بَعض المُخربين الذين يَنظرون إلى إشعال حرب أهلية قاتلة وطاحنة كَما يَحدث فِي سوريا!
الاستهانة إلى ما يدور والى كُل الفَرضيات التي تُقال وعدم دراستها سيؤدي وبِشكل قَطعي إلى زيادة الاحتناق والتعصب والتحزب وإلى انفجار هائل وضخمن بين أبناء الشعب المصري والذي سيولد الحروب الأهلية والنزاع المُسلح وهذا ما لا نًريده. ولكنه ما سَيحدث إذا لَم يَتم التَحرك بأسرع وقت ممكن لتَحجيم ما حدث من أحداث ستؤدي إلى إرجاع مِصر ألف خَطوة للوراء !!
سأذكركم بِقول ( المهاتما غاندي : نعم قد نَجهل تَبعات أفعالنا..ولكن حَتماً بدون القيام بها ..لن نحصل على أية نتائج مهما كانت..)
وهذا ما كان وما حدث فِي ثورة مِصر ان كان من قام بالثورة قَد جَهل تَبعات أفعاله بَعد تَنظيمه للثورة وإشعالها. فإنه حَتماً عندما يقوم بتطبيق هذا الفعل وبالرغم من عدم دراسته لتك التَبعات سَيُصدم بِتلك النتائج..
مُعظم المدونون والكُتاب اشادو إلى أن نتائج الثورة سَتكون إيجابية ولها أبعاد تَعود على الفَرد بالرفاهية في الحياة وانتشار الأمن إحلال العدالة الاجتماعية وخَلع الفاسدين.
وقد ذكر الكاتب  (بلال فضل : فِي مقال قاطم الفرحة!
"الحمد لله على الفرحة وإن كانت غير مكتملة، فها نحن قد أسقطنا الرئيس، وسنواصل ثورتنا السلمية البيضاء الراقية المتحضرة ليس فى ميدان التحرير وحده بل فى مصر كلها، حتى يكتمل إسقاط نظام مبارك فقط عندما نحاسبه هو ورموز عهده على جرائمهم فى حق الشعب، وعندما يسترد المصريون أموالهم الموجودة فى حساباته وحسابات رجاله، وأخيرا عندما يحصل الشعب المصرى على كل حقوقه المشروعة: دستور محترم يكفل تداول السلطة والفصل بين السلطات والسيادة للشعب، انتخابات نزيهة تحت إشراف قضائى ورقابة دولية، عدالة اجتماعية تكفل حدا أدنى عادلا للأجور وتكافؤا فى الفرص بين كل المصريين، وقضاء مستقلا عن السلطة التنفيذية، وجهاز شرطة مدنياً يستمد هيبته من سلطة القانون وليس من شخطة الضابط، وحريات كاملة غير منقوصة، وحياة سياسية سليمة تفرز حكومات منتخبة تدرك أن خلاص مصر ينحصر فى إصلاح التعليم ونشر الثقافة ".)
أين تِلك العدالة الآن؟ والرقابة؟ أين القضاء المُستقل؟ أين التحركات السريعة من الأمن؟ لماذا لم تَظهر هذه البوادر الجَمة التي ناديتم بِها اليوم. ! يالعجبي. أين هي بوادر الثورة الايجابية!
لِماذا يتم النَظر إلى جانب واحد فقط من القضيةَ ماحدث في بورسعيد هو دليل قَطعي على سلبيات الثورة المتمثلة في تَمرد الشعب وقت ما يشاء باعتبار هذا التمرد والاحتجاج والعصيان حُرية. انسينا ان هناك حدود للحرية عندما تَمس الآخرين وما حدث في فاجعة بورسعيد 1\فبراير هو اعتداء على حريات الآخرين وهذا سَبب ثالث يَنضم هو الآخر مع أخوته من الأسباب التي ذكرتها آنفاً , لذلك نحتاج ثورة أخرى واخرى .. لكي نعلم ان الحكم العسكري ..لأا يجدي نَفعاً وانه تعمد أن يُظهر سلبيات الثورة ويُلبسها لَوناً سيئاً..
وهو أيضاً مِن سلبيات الثورة التي كما يقولن ( فَتحت الباب على مصرعيه لدخول العديد من الأمراض السياسية الخطيرة إلى المجتمع المصري كان هو فِي غنى عنها)
أما مَن يُحمل الأمن المسؤولية.. فلا يوجد هَيبة للقوات الأمن ولا للجيش أيضا  لأن الثورة أزالت كُل علامات الخوف والهيبة من الحكومة ومن الشرطة ومن الأمن بِشكل عام فأصبح الأمن المركزي كالدمى لا أمثر لا احد يخاف منهم ولا يعتبرون لأمرهم
وهذا ما ذَكره ( الدكتور\ أسامة الفرا : عندما تسقط هيبة السلطة تكون الفوضى هي العنوان.مصر تعيش حالة من الفوضى غير مسبوقة في تاريخها أخرها ما شهدته مدينة بورسعيد في مبارة  لكرة القدم.أعداء مِصر كُثر ممن لا يرغبون في أن تستعيد مصر ذاتها ومكانتها . لك الله يا مصر)

إلى أين سَينتهي مَصير هذا الشعب المصري الذي فَتح على نَفسه باب مِن أبواب الجحيم.؟
أيعقل أن يَصمت أهالي الشهداء والضحايا الأبرياء عندما تقوم الحكومة والمجلس العسكري بإعطائهم مبالغ تعويضية عن أرواح أبنائهم التي لا تقدر بِثمن؟
أم سَتكون هَذه المجزرة فاتحة لبداية الحروب الأهلية بين المدن المصرية ؟!
أهو الطريق إلى الهاوية.؟والنهاية؟ أهي علامات نهاية العالم؟!
الكثير مِن التساؤلات تُهاجم عُقولنا وكُلها مُخيفة ولها أثارها المدمرة.
وكُل هذا فقط لأننا لم نَرى القضية من كل جوانبها ولم نَضع كل الفرضيات وندرسها. الإهمال الذي يسود المنطقة ويسود الحكام والحكومات وغيرهم يؤدي بِنا إلى حافة الجحيم!!

رُفِعت الأقلام وجُفت الصُحف.
الكاتبة\ أميرة منير الفرا
فلسطين\قطاع غزة
2\2\2012