ماذا يحدث داخل
[التاكسي] !
مِن مُنطلق أهم القواعد في حياتي ( أحب لأخيك ما تُحِب
لِنَفسك), مِن هنا ابدأ ما أود طَرحه عليكم .في داخل تِلك التاكسيات السريعة التي
لا تهدأ حتى فِي ساعات مُتأخرة أسمعها تَسير على الطريق السريع مُسرعة .مُحدثة أصوات
مُزعجة. وكأنها أشباح الليل.
وفي وَضح النهار تتحول إلى عَوالم أخرى نُسافر إليها
بأسرع الطُرق على الإطلاق! لا تحتاج إلى جواز سَفر لكي تُسافر إلى عوالم التاكسيات
الرائعة لِتجربة ما يَحدث بِداخلها مِن طرائف, ومِن مَكائد ومِن أحراجات عديدة .
ولا ينطبق الأمر على هذه الجوانب بل هُناك ما يَحدث ونَحنُ لا نَعلم بهِ أو نَعلم
بهِ ونتَحاشى الحديث فيه!
هناك خلف كل باب للسيارة يمكن ان تقع احدى ابشع الجرائم
التي يعاقب عليها القانون! والتي يفعلها الكثير من الشباب للأسف الشديد وهذه
النقاط ستناقش في هذه السطور القليلة التي هي بمثابة رسالة من كل شخص لم يستطع
الحديث عنها!
ما يثير إزعاجي عندما أكون في أحد التاكسيات ويبدأ
السائق في التدخين و النوافذ في المِقعد الخَلفي مُعطلة! ( عايز تُخنقنا مثلا) والذي يَزيد الطين بِله عندما تكون النوافذ
مَفتوحة ومُعطلة!! ونكون في فصل الشتاء!!!
شيء آخر يَستفز الجميع , عندما يجلس أحد الشباب ويأخذ
راحته ( كأنو نايم على سريرو!) وكأن التاكسي مِلك له بل لا يُهمه مَن يَجلس
بِجانبه !
وماذا عن تِلك الفئة التي لا تعرف أن تصمت أبداً وأنت
تكون مُرهق جدا وتُعاني مِن الصداع , وعندما تطلب مِنه أن يَصمت قليلاً يَنظر لك
وكأنك نَعته بأحد الشتائم المُقززة!!
( يعني رأس الواحد ينفجر كرمال أنت تخلص قصتك اللي ما
بتنتهي ونصها خرط مُلخية!)
ناهيكَ عن بعض الأشخاص
عندما يَقومون بأكل ( البندق, أو أكياس الشيبس مثلا ) وتصدر أصوات عند
الأكل فِي ظل الهدوء التام ! ( أحساس لا يوصف والأحلى انو بيستمر في الأكل حتى
يخلص كل اللي معاه وممكن يعزم عليك, مش غلط شاركو اللحظة , مش صابر مثلا بس تروح
على البيت وتأكل لازم تعكر الهدوء بأصوات غريبة!)
لازلت في بداية ما أقوله لكم عن ما يحدث في تلك العوالم
الغريبة من نوعها والتي ينزعج منها الكثير , حتى انك أحيانا تجد أن الشخص الذي أتى
احد هذه السلوكيات ينزعج من بعض السلوكيات الأخرى من بعض الأشخاص, فَترى التناقض بأم
عينه!
لِماذا كمجتمع دائما نأخذ ونُقلد أسوء العادات الغربية,
وحتى إن حاولنا أن نفعل سلوكيات صحيحة فَسوف يَنظر إليك البعض بأنك كائن غريب من
نوعك وانك تفعل فِعل فوق العادة !!(كائن من المريخ بيعتبروك أن شفوك متبع
القوانين) ويمكنك أن تسمع عِبارات الاستهزاء عليك لأنك فقط تتبع القانون!!
ماذا سَتخَسر إن
كُنت في سيارة الأجرة ولم تَقم بِتدخين سيجارتك, أو كنت تجلس في السيارة وبجانبك
احدهم اعتدلت في جلستك ولم تَنم!( بقصد هنا الشباب اللي ما بهمهم حدا وبتلاقي رجل
في الغرب ورجل في الشرق!! انو سيارة أبوك هادي)
الغريب في الأمر أن البعض منا يعرف الصواب ولا يفعله
وهذا ما يثير جنوني.
أما أخطر المنطلقات ,, وأوقحها.. ما يحدث خلف ستائر
الكواليس في السيارات, تِلك المشكلة الضخمة . ذاك التَصرف المُشين والذي للأسف
نخشى جميعاً الحديث فيه أنه ( التحرش الجنسي) فمن يسمع هذا المصطلح يحدث له ارتباك
وخوف لان العادات والتقاليد تمنعنا من الحديث في تلك الأمور والتي تعد من أهم
المحاور في حياتنا كأشخاص وفي تربيتنا ايضا, كل ما في الأمر أن تلك الأمور تحتاج
لطريقة معينة في الحديث عنها.
العديد من الفتيات تتعرض لتلك المواقف داخل السيارات
.والعجيب أن البعض منهن يصمت لأنه فعل فاضح ويجلب لها ( فضيحة) رغم أنها ضحية لغريزة
احد الشباب!
أما الطرف الأخر الشاب بكل فخر يقول, بأنها أثارتني بما
ترتديه! ( اعتبرها أختك , بلاش هي أختك مثلا ما بتلبس هيك مفكرها ما بتتعرض لهيك شغلات ؟؟ولا يمكن ماحدا
قدر يتحرش فيها , ليش أنت معها بالسيارة !! ) وأنا أقول البعض وليس الكل فيا من
تقرأ إن قلت أنا اشتم الجميع وأطيح الصالح بالطالح فهذا يدل على مدى نقص الفهم
لديك وأيضا لايوجد لديك بعد نظر.
لنستمع لبعض الروايات..
(س): ( كنت بالسيارة وقاعدة في أمان الله ومروحة من
الجامعة ركب جنبي شاب في الكرسي اللي ورا
طول الطريق وهو بلزق فيا ويحاول يحط ايدو ع رجلي وأنا لزقت في الباب وادايقت وصيرت أقول أوف حتى يفهم انو عيب . حطيت الشنتة
تعتي على رجليا وفش فايدة فضل يحاول وما حدا منتبه انو ايدو ينزلها من تحت الشنتة
بكل بساطة لغاية ما في الأخر لاحظ السواق انو أنا مدايقة كتير وقف السيارة وخلى
الراجل اللي قدام يقعد ورا وأنا قعدت مكانو.)
رواية أخرى..
(ص): ( كنت بطريقي ل برج ... كان عندي دورة هناك وركبت
سيارة وكان قاعد ورا شاب ورغم انو ما كان ورا غير أنا وهو وكل واحد قاعد جنب الباب
إلا انوو لما طلع من السيارة مش عارفة كيف قدر يوصل ايدو لعند رجلي ويقرصني! ونزل
ولا كانو عمل حاجة ولا حدا انتبه وأنا فضلت ساكتة!!!)
(د)
: ( مش شرط يكون الراكب هو اللي بتحرش في الراكب
التاني ممكن السواق كمان, ركبت في سيارة وما فيش غيري وطول الطريق والسواق بيزبط
المراية تعتو عشان يشوفني فيها وأحيانا لما تيجي عيني في المراية كان يعض على
شفايفو . انخنقت من هيك حركة وقلتلو نزلني هنا)
يا ترى .. نقول كمان, ولا نفضل ساكتين , الأمثلة
المذكورة أعلاه واقعية وحقيقة .. وطرحتها أمامكم لأنه يوجد خلط كبير بين مفهوم ( التحرش الجنسي الكامل ويعني \
الاغتصاب) و ( التحرش الجنسي\ الجزئي) وله صور عديدة.. ولا تقتصر فقط على تلك
الملامسات للمناطق المثيرة والغير مثيرة في
جسد الفتاة. فيمكن أن تكون ألفاظ وجمل جنسية المعنى ومثيرة.! ويمكن أن تأتي ايضا
بصور اخرى .,كــ إرسال صور و مقاطع جنسية بحتة عن طريق البلوتوث أو عن طريق البريد
الالكتروني. كل هذه الصور تقع ضمن دائرة التحرش الجنسي! والأدهى انه الآن يحدث في
المدارس بين الطلاب بعضهم لبعض.! مما يثير الجدل والخوف والاضطراب عند الأمهات.
ولا يقتصر على التاكسيات والمدارس هناك في البيوت .وفي المحلات ايضا وفي الشارع!
تلك آفة خطيرة جدا اقتحمت مجتمعنا وأسبابها عديدة ويكفي أن معظم الشباب ( الذكور
والإناث) بعيدين كُل البُعد عن الصلاة . فهي تنهانا عن الفحشاة والمنكر!! ولكن
الكثير منا لا يصلي! والحجة.. مشغول. لا وقت لدي!! سُحقاً لأننا نعرف كل الحلول
ولكن ملذات الحياة رائعة وفوق هذا وذاك تُغرقنا في لذتها المتتابعة .
المشكلة تكمن في عدم فهمنا للدين الإيمان الصحيح الكامل
الذي ينبع من القلب ,وعدم الوعي عند الشباب بكيفية التحكم في الغرائز والشهوات
التي تأتيهم ولا يتصدون لها ولا يعرفون المعلومات الكافية عنها.للأسف هذا حال
الشباب فلاحول لنا ولا قوة
في النهاية.. ولا توجد نهاية لهذه المحطة التي سافرنا
معها ووصلنا إلى هنا ولكني أيقنت أن العيب فينا وليس في زمننا فالزمن والحياة ليس
لهم أي يد فيما يحدث . وكل الحق يرجع علينا نحن البشر.
التاكسيات العوالم المتنقلة,, كنت أريد أن اذكر الكثير
والكثير عن ما يحدث داخل هذه العوالم السريعة ولكن الوقت الذي بيدي ينفذ ويذهب إلى
حيث لا اعلم وحيث لا أدري,, أتمنى أن يأتي اليوم والذي نعلم فيه جيدا أن تلك
العوالم يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن تلك الحقيقة القبيحة المشوهة لصورة مجتمعنا
ولشبابنا الهائج!
7\1\2012
السبت
الكاتبة \ أميرة الفرا